ترجمة وإعداد حميد الموسى
مقدمة:
ناقشنا في المقال السابق: التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي-ج1 أما الآن فنناقش:
التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي أيهما أفضل (ج2) ؟
التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي، إذا أردنا أن نتطرق إلى جوانب هذا الأمرفعلينا أن نتذكر أن التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي هما وجهان متقابلان لعملة واحدة.
ولكن دعونا نذهب أعمق من ذلك قليلا، ونبين الأمور بشكل أوضح، ولكن ببساطة متناهية.
التحفيز الإيجابي:
إنه عندما تكون القوة المحركة لتحقيق النجاح، هي الحصول على المكافأة التي تعقبه فإن دوافعك تكون حينئذ إيجابية.
أماعندما يكون الخوف من العقاب الذي سينالك جزاء على الفشل الذي منيت به، والخشية من التقريع الذي سيصيبك، هو المحرك لك، فإن الدوافع السلبية هي التي تحركك.
وفي حين أن الأمل في تحقيق النجاح والاقتراب منه هو دافع ومحفز إيجابي قد يلهم البعض التفوق على الأقران والتميزعنهم، وربما يصل البعض بسببه إلى التميز والإبداع.
التحفيز السلبي:
فإن نظير ذلك هو دوافع سلبية تبث في نفسك الخوف من الفشل والخسارة التي يليها العقوبة والجزاء.
فيدفعك الخوف من العقوبة والجزاء، دفعا نحو العمل لتجنب الخسارة والفشل.
ولكن دون التوصل إلى التميز والإبداع الذي يميزك عن الآخرين.
إنه خوف يدفعك إلى قهر الظروف وتذليل المخاوف، واجتيازالصعاب.
يكون الهدف فيه هوتجنب الفشل، واجتياز عتبة القبول والنجاح، ولو بالحد الأدنى الذي يمكنك من الحياة والاستمرار دون تقريع أو لوم، ودون عقوبة أو جزاء.
التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي أيهما أفضل (الجزء الثاني)
إنهما تقنيتان تشتركان في هدف واحد، وتعملان بشكل مختلف عن بعضهما البعض.
وتفضيل إحداهما على الأخرى، يعتمد على المفاهيم المتولدة داخل كل شخص وعلى طبيعة الظروف الفردية التي يمر بها، وعلى شدة هذه الظروف وحدة الموقف الذي يمر به.
إن الدافع الإيجابي بالنسبة لبعض الناس، يفضي إلى نتائج تثير فينا الإعجاب، وتبعث الدهشة، وفي حالات أخرى، يخلق الدافع السلبي مفعولا يشبه السحر.
أمثلة توضيحية:
سنقوم بدراسة وتقييم بعض الأمثلة التوضيحية العملية بهدف الوصول إلى استنتاج حول ماهية الدافع الأفضل.
لنفترض أن لديك دوافع تحفيزية لممارسة تمرينات رياضية يومية ومكثفة، وهذه الدوافع تتمثل في أنك تريد أن تبني عضلات جميلة في منطقة المعدة.
تفتخر بتقاسيمها وتظهر بها بشكل لائق في عطلتك الصيفية على شاطئ البحر، فتتباهى بها أمام أقرانك،إنها دوافع إيجابية بامتياز تحركك لتحقيق هدفك.
وربما تكون الأمور مشابهة في بعض الجوانب، مع صديق لك يملك عضلات في معدته متسقة وجميلة، ويتدرب معك في نفس الصالة الرياضية.
ولكن الأمر معه مختلف عنك في جوانب أخرى، إذ يعمل جاهدا للحفاظ عليها لا لشيء إلا لخوف في داخله أن يذهب هذا الاتساق في عضلاته.
ويخسر مظهره الجميل، ويفقد جسمه الجذاب، بالتأكيد إن دوافعه هذه دوافع سلبية.
إنكما تقومان بنفس التمارين، وتتشاركان نفس الهدف، ولكن لكل منكم محفز مختلف، أنت تسعى نحو شكل أفضل بمحفز إيجابي.
وهو يخشى أن يفقد تناسق جسمه واتساق عضلاته مدفوعاً بمحفز سلبي.
مثال آخر
إن رغبة بعض الناس، في العيش بأسلوب حياة رفيع المستوى، هو الدافع الذي يسوقهم، نحو العمل الجاد وإلى التفاني في بذل الجهد وهو دافع إيجابي.
وهناك مجموعة أخرى من الأفراد الذين يعملون بجد لا لسبب إلا لأنهم إذا لم يعملوا بجد فإنهم ربما لن يتمكنوا من الحصول على قوت يومهم.
إنه خوف من فقدان العمل وخسارة الوظيفة (وهو دافع سلبي).
ولكن اسمحوا لنا أولا وقبل أن نتابع معا مقالنا هذا أن نربط الأمور ربطاً صحيحا.
وهذا ما نفعله في مقالنا القادم:
التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي أيهما أفضل ج3؟
اقرأ باللغة الانجليزية:
?Positive Motivation vs Negative Motivation: Which One Is Better