كيف يفرزجسمك هرمون السعادة-ج1

ترجمة وإعداد حميد الموسى

كيف يفرزجسمك هرمون السعادة-ج1
السعادة ضالة الإنسان، ومطلبه الذي يسعى إليه سعياً حثيثاً، وهي المنتهى الذي يقصده و يؤول إليه  كل نشاط يفعله.
وسواءً كان القصد المباشر من هذا النشاط، مكسباُ مادياً، أم دعماً معنوياً يحققه، فإن الهدف البعيد، والمقصود الأخير من هذا النشاط، هو تحقيق السعادة، بشقيها المادي والمعنوي.

هرمونات السعادة كيف تختلف؟

إن مشاعرك وعواطفك الإنسانية، ليست مجرد نتاجٍ لأفعالٍ قمت بها، أو مواقف مررت بها في حياتك، بل إن الأمر يسير على النقيض من ذلك، فعقلك البشري هو مصدر السائل العصبي التي يجعلك تشعر بجميع أنواع العواطف، بما في ذلك السعادة والحب.
في حياتك المليئة بالازدحام،والمكتظة بالمشاغل، سيكون هناك اضطراب، بل ربما سيتعطل توازن إفراز هذه السائل العصبي في جسمك البشري، وعادةً ما يقوم الجسم البشري بإطلاق هذه السيالة العصبية ببطء، وبشكلٍ تدريجي، مسببةً لك وطيلة حياتك، حالةً من السعادة والسرور، وعليك أن أن لا تستغرب، إن أصبحت السعادةُ، مفتاحاً سحرياً يتحكم بصحتك البدنية والعقلية.

الاكتئاب:

إن عدم الشعور  بالسعادة، سيجعل حالةً من الاكتئاب المتواصل تسيطر على عقلك ومشاعرك، ولكن إذا تساءلنا هل الاكتئاب هذا هو مجرد “شعور بعدم الرضا”؟
أم أن الشعور بعدم الرضا، هذا ليس إلا عرضاً، لسبب خفي لانراه، ألا وهو خلل في هرمونات السعادة التي يفرزها الجسم، “كما هو الحال مع أي اختلال هرموني، يجب أن نستهدف الجوهر لإصلاح أي مشكلة قائمةٍ في حد ذاتها، ولا يجب أن نركز فقط على أعراضها”
هذا ما وضحته بيثي كارلسون ، خبيرة الكتابة في علم النفس في aussiewritings.com.
وعلى هذا يجب أن لانتبنى فكرة علاج الاكتئاب على أساس تناول المضادات، بل ينبغي التركيز على إحداث تحريض لزيادة إفراز الهرمونات التي تسبب السعادة.
اقرأ في هذا الموقع: 11 طريقة لزيادة قوة العقل-ج1

لماذا السعادة مهمة؟

كلما أدركت باكراً أهمية هرمونات السعادة، التي ينتجها جسمك، كلما فهمت بشكل أسرع أنه لا يمكن إعادة ضبط أي خلل في إفرازها، بمجرد تناول حبة يقوم أحدهم بوصفها لك.
إذا كان هدفك الأساسي هو تحقيق حياة سعيدة، تزينها صحة نفسية وبدنية فائقة، فإن عليك وقبل كل شيء، أن تعمد إلى تحقيق توازن في كيمياء دماغك.
ولتحقيق هذا التوازن، يتوجب عليك أيضاً، أن تحدث تغييراً، في نمط سلوكك، وطريقة حياتك.
سيعمل هذا التغيير في السلوك، على تحريض دماغك على إفراز هرمونات السعادة في جسمك.

السعادة وكيمياء السائل العصبي

ينتج جسمك البشري مئاتٍ من المواد الكيميائية، التي تتركز في السائل العصبي، معظم هذه المواد لا يزال غير معروف من قبل الإنسان، حيث يجتهد الباحثون من أجل اكتشاف جميع المواد الكيميائية في السائل العصبي، ولكن من غير المرجح أن نستطيع معرفة كل شيء عن هذه المواد الكيميائية المدهشة التي تؤثر على مشاعرك خلال مسيرة حياتك.
ومع ذلك، استطاع الإنسان معرفة أجزاء الدماغ الأكثر أهمية التي تتحكم في سرورك وسعادتك.
اقرأ في هذا الموقع: 11 طريقة لزيادة قوة العقل-ج2

1. الدوبامين

رغم أن كثيراً من الناس ليس لديهم معرفة بالمواد الكيميائية أو بالأدوية، ولكنهم قد سمعوا عن الدوبامين، إنها منظومة تتأثر بشكل مباشر بالعقاقير، التي تأتي على رأس قائمة المواد الكيماوية الأكثرتسبباً في الإدمان، مثل الميتامفيتامين والكوكايين.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الدوبامين ارتباطًا وثيقًا بشخصية الفرد، وتشير الدلائل إلى أن الأشخاص المنفتحين لديهم مستوى أعلى من الدوبامين من الانطوائيين.
يحدد الأشخاص المنفتحون، أهدافًا عليا فيصبحون أكثر انطلاقاً في الحياة، بينما يتخذ الأشخاص الانطوائيون إجراءات أكثر تحتسبًا، وأداءً يتسم بحذرأكبر، يشار إلى الدوبامين أيضًا باسم “مركب المكافأة” نظرًا لتأثيره  في دفع الناس إلى البحث عن المتعة والسعادة، مكافأةً لأنفسهم، فهو برتبط بسلوك الأشخاص الباحثين عن مكافآت يحصلون عليها، كما أنه عليك أن تفهم أن هذا النوع من السلوك الذي ينشد الحصول على مكافآت، سيحرض بدوره على زيادة إفراز مستوى الدوبامين في الدماغ.

2.الإندوكانابينويد

لا يقتصر إنتاج هذا الهرمون على الجسم البشري، بل إن الحيوانات والنباتات تقوم بإنتاجه أيضاً، ويدعى مجازاً مركب السعادة، يعمل هذا الهرمون مع مستقبلات CB-1 و CB-2 ، والتي تم اكتشافها في نبات القنب. يأتي الاسم من مركب “Ananda”، أشهر أنواع إندوكانابينويد التي تعني “Bliss” (المتعة) في اللغة السنسكريتية.
وفيما يخص نبات القنب هذا، قام باحثون بعزل أكثر من 85 مادة مخدرة مختلفة من نبات القنب، كل مادة استخرجت من القنب هذا، هي مفتاح لنوع من الأنظمة التي تغير حالة الوعي والإدراك لدى الناس.
تظهر بعض الدراسات أن هذه المادة الكيميائية العصبية “إندوكانابينويد” مرتبطة بارتفاع روح المبادرة، و روح العداء، لدى من يفرزها، ولايزال غير واضحاً على وجه التحديد, أياً من المركبين الإندورفين أو إندوكانابينويد،يسبب هذا الارتفاع.

هرمونات السعادة
هرمونات السعادة

3. الأوكسيتوسين

يشار إلى هرمون الأوكسيتوسين أيضًا باسم “مركب أو جزيء الترابط”، هذا الهرمون يعمل العجائب في تقوية روابط الولاء للعائلة والمجتمع، وبناء عوامل الثقة بالنفس، وتعزيز الارتباط مع الآخرين.
في الواقع ، أظهرت العديد من الدراسات أن نقص الاتصال الجسدي بين الزوجين يقلل من مستوى الأوكسيتوسين، مما يدفع إلى الشعور بالشوق والحنين، وإلى التفكير في إعادة الارتباط مع نفس الشخص، وفي الحقيقة لاينطبق هذا مع الأزواج فقط، بل يمتد ليشمل العلاقات الاجتماعية المختلفة، بين الوالدين وأولادهم، وبين الأصدقاء، وبين المعلم وطلابه.
بالتأكيد، لا يزال النقاش الدائر لتحديد مدى تأثير الأوكسيتوسين على الرجال والنساء مستمرًا ، لكن التأثيرات قوية بلا شك. يزعم بعض الباحثين أن هرموناً آخر هو الفاسوبريسين مسؤولٌ عن الترابط بين الرجال، ومهما يكن الأمر، فإن خلاصة القول هي أن المودة والتلامس خلال التحية، أو ممارسة الألعاب بين الأصدقاء، والحميمية هي عامل كبير يؤدي إلى الشعور بالسعادة.
يمنع العالم الرقمي أجسامنا من إطلاق هذا الهرمون ، ولهذا يوصى بشدة بالحفاظ على العلاقات طبيعية، تتجسد باللقاء وجهاً لوجه، وإنشاء روابط طبيعية ومستمرة مع المجتمع.
إن عمل أشياء بسيطة بعيداً عن العالم الافتراضي، مثل زيارة مكان مزدحم، سيكون مثالياً للحفاظ على إطلاق الأوكسيتوسين، وتدفقه من دماغك.
تجنباً للإطالة سوف نناقش العوامل الثلاثة الباقية في مقالنا القادم: كيف يفرز جسمك هرمون السعادة-ج2
اقرأ في هذا الموقع:

كيف يفرز جسمك هرمون السعادة-ج2

كيف تزيد من قوة ذاكرتك

اقرأ بالانكليزية:`

Happiness Hormones: How They Differ and Why it is Important

11Tactics on Increasing Brain Power, Memory, and Motivation

Photo by Bill Oxford on Unsplash

اترك تعليقاً

كيف يفرزجسمك هرمون السعادة